على المستوى العالمي، اكتسب الحوار بين الأديان زخماً في العصر الحديث مع “البرلمان العالمي للأديان” في شيكاغو في أيلول/سبتمبر 1993، قبل 11 أيلول/ سبتمبر بكثير. التقى هناك حوالي 6500 ممثل من طائفة واسعة من الديانات الكبرى والصغرى.
أصدر المجتمعون إعلاناً حول الأخلاق العالمية أعده وروج له عالم اللاهوت السويسري هانز كونغ (1928-2021) وتضمن بنوداً عدة أبرزها اللاعنف والمساواة والمسؤولية البيئية.
يجتمع “البرلمان العالمي للأديان” كل بضع سنوات، وكان آخرها في تورنتو في عام 2018 ثم عبر الإنترنت في عام 2021.
في نفس الوقت تقوم “أديان من أجل السلام” بعدة نشاطات، وكان آخرها في لينداو في ألمانيا عام 2019 وربما ينعقد المؤتمر القادم في آسيا في عام 2023، بالإضافة إلى بعض المبادرات الأصغر. أدى رعب عام 2001 إلى التركيز بشكل أكبر على الموضوع، لكن الكثير من الحماس تلاشى. سرعان ما اختفت بعض المنظمات التي تأسست بعد إرهاب 11 أيلول/ سبتمبر.
لا سلام عالمي بدون سلام ديني
يرى كارل جوزيف كوشل، الذي درّس لاهوت الثقافة والحوار بين الأديان في جامعة توبنغن الألمانية لفترة طويلة، أن ما حصل في شيكاغو عام 1993 هو خطوة تاريخية. في نهاية المطاف، تم تبني مشروع الأخلاق العالمي لعالم اللاهوت السويسري هانز كونغ والتأكيد على أنه لا يوجد سلام عالمي بدون سلام ديني ولا سلام ديني بدون حوار بين الأديان، كما قال لـDW، ويضيف أنه منذ ذلك الحين انعقد العديد من المؤتمرات بتنظيم من جهات مختلفة.
وزاد دور حوار الأديان في السياسة الدولية. أنشأ عدد من البلدان إدارات للحوار بين الأديان في وزارات خارجيتها أو اعترفت بدور الدين في السياسة الخارجية. ومنذ تولي فرانك-فالتر شتاينماير وزارة الخارجية الألمانية يحوز هذا الموضوع على اهتمام في برلين.